admin@alsaraya-center.org 026283374

من نحن

Image

تأسس مركز السرايا كمؤسسة غير هادفة للربح عام 1991 في قلب البلدة القديمة في القدس، في منطقة إستراتيجية تدعى عقبة السرايا والتي لا تبعد عن المسجد الأقصى المبارك ولا عن كنيسة القيامة إلا بضعة أمتار.

 أُنشئ المركز تلبيةً للحاجة الملحة لتعزيز التواجد العربي في القدس، بهدف تحسين أوضاع السكان الثقافية، الاجتماعية، التعليمية والاقتصادية بالإضافة الى المساهمة في تقليل آثار السياسات الإسرائيلية الرامية لتهويد المدينة.

 يؤمن المركز بأهمية دور الأسرة في التغيير المجتمعي لذلك يستهدف النساء، الأطفال، والشباب منذ ما يزيد على الثلاثين عاماُ من خلال البرامج التوعوية والتدريبية المختلفة في محاولة لخلق أسرة مقدسية أكثر وعياُ، ترابطاً وقوة. محافظاُ على وجوده واستمرارية عطاءه وسمعته الطيبة رغم كافة التهديدات التي تواجهها المؤسسات المقدسية.

 

في خضم التوتر الناجم عن حرب الخليج الاولى، استعد موظفي مركز السرايا للاحتفال بافتتاح ما اصبح منزلاً ثانياً لعدد من أطفال وطلاب المدارس المتواجدة في البلدة القديمة.  لم تكن رحلة مركز السرايا سهلة، لأنه كان عليه ان يعمل في بيئة  أُغلقت فيها المدارس وفرض حظر التجول. أدرك الموظفون أهمية انشاء المركز في هذا الوقت والمكان الحرجان، والحاجة الى مؤسسة يمكنها تحقيق وتطوير البرامج التي تتناسب مع احتياجات العائلات المقدسية في المنطقة.

بناءاً على الخبرات التراكمية، حدد مركز السرايا أولوياته من خلال العمل المباشر مع الفئات المستهدفة ومن خلال تسليط الضوء على الاحتياجات التي ظهرت بعد الانتكاسة الكبيرة في الوضع الاقتصادي، الاجتماعي، الثقافي  والتعليمي.

شهد المركز في 2013 العديد من التغييرات الجوهرية التي أثرت على عمله من خلال تحديد الأساسيات الرئيسية في التعامل مع الفئات المستهدفة. بعد مراجعة الخطة الاستراتيجية السابقة ووضع إطار عمل جديد، تم وضع خطة استراتيجية جديدة وجاهزة للتنفيذ، تضمنت نهجاً جديداً للبرامج نحو التغيير المجتمعي الايجابي عبر تبني آليات جديدة للتوعية والتمكين تعالج مسألتين رئيسيتين: التعليم والمهارات الحياتية.

نظراً لحقيقة أن التعليم يعتبر عنصر مهم  وأساسي في التغيير المجتمعي،  قامت الخطة الاستراتيجية بالتركيز على ذلك بصورة أساسية. يعتبر الانهيار الممنهج لنظام التعليم في القدس أحد الأسباب الرئيسية التي ساهمت في انتشار المشاكل الاجتماعية، الثقافية  والاقتصادية. تجاوزت نسبة الطلاب الذين تركوا المدارس قبل انهاء تعليمهم الثانوي 40%. مع الأخذ بالاعتبار ان هذه النسبة  ستكون أعلى في السنوات القادمة اذا لم يتم التعامل معها بجدية. الأسباب الكامنة  وراء هذه المشكلة عديدة، بدايةً في البيئة الغير ملائمة التي تتضمن عدم وجود مساحات وتنتهي بعدم وجود المناهج التعليمية المناسبة. كما أن أغلبية المعلمين/ات غير مؤهلين/ات لهذه الوظيفة التي تتطلب الابداع واعتماد استراتيجيات محددة جديدة تتخصص بالتعامل مع الحالات الاجتماعية والنفسية لكل طالب. ولذلك يجب توحيد الجهود ووضع خطة واضحة لمعالجة جميع القضايا وإيجاد الطرق المناسبة لحلها عبر جهد مشترك لجميع الأطراف المعنية.

قام الطاقم بملاحظة وتحديد حاجة اخرى، التي هي نقص المهارات الحياتية الأساسية الضرورية لإنشاء مجتمع متماسك قائم على الاحترام المتبادل بين جميع فئاته المختلفة. حيث يوجد العديد من المهارات الحياتية المهمة لحياة الفرد، ولكن كان التركيز الأكبر على المهارات التي تتعلق في التنمية الشخصية وقدرات الفرد في مواجهة عقبات الحياة بالذات،  نظرا لملاحظة الطاقم غياب هذه المهارات بين معظم الفئات المستهدفة.

وشملت هذه المهارات: التعبير عن الذات، التحليل، التفكير النقدي والقدرة على حل المشاكل. مع التأكيد على أن اكتساب معظم هذه المهارات يتم بشكل شائع في سن مبكرة وبمساعدة أفراد الأسرة المقربة والبعيدة بالإضافة الى المدرسة، كما أن لها تأثير كبير على مستقبل الفرد.

تطلب التركيز على المسألتين الرئيستين (التعليم والمهارات الحياتية)  الكثير من الوقت والجهد، لتطوير مهارات الأخصائيين الاجتماعيين المُراد تعيينهم لتنفيذ البرامج والمشاريع المُصممة تماشياً مع الخطة الاستراتيجية.  حيث تركز إدارة المركز على أن مثل هذه المهمات هي أمر بالغ الأهمية،  خاصة أن المانحين والممولين يتوقعون دائماً نتائجاً ملموسة وسريعة دون مراعاة عامل الوقت الضروري لإحداث التغيير ودون إدراكهم أن هذه التغييرات لا يمكن أن تحدث بين يوم وآخر.

منذ تأسيسه، أثبت مركز السرايا لخدمة المجتمع أنه محل ثقة في المجتمع المقدسي. وكذلك نجح مركز السرايا في إقامة شراكات مع منظمات مختلفة وتمكن من مطابقة شروط وإرضاء المانحين.

تشكل الأنظمة الإسرائيلية المجحفة  بالاضافة الى الموقع الحرج للمركز ووجود المستوطنون الإسرائيليون حوله، عقبات تحد من إمكانية تطوير المركز. إلا أن مركز السرايا إستطاع أن يطور رؤيته التي تركز على تمكين المقدسيين من العيش بكرامة.
وأخيراً، من المهم توجيه جُلَّ تركيزنا على أخذ الاجراءات اللازمة لتمكين مجتمعنا المقدسي وصموده. وهذا يتطلب إعادة النظر في أهداف وأجندات الممولين وإعادة تحديد الأولويات التي تلبي احتياجات المجتمع المقدسي على أفضل وجه من أجل الحفاظ على الطابع العربي للقدس.